يتسم العالم الرقمي بوفرة النصائح والإرشادات، ويكاد يكون من المستحيل تصفُّح منصات التواصل الاجتماعي دون مصادفة نصائح حول كيفية كسب المال بسرعة أو تحقيق الثراء بين ليلة وضحاها. ويتفاخر المؤثرون بأنماط حياتهم المترفة، زاعمين في كثير من الأحيان أنه: “يمكنك فعل ذلك أيضاً” حتى أن بعضهم يستخدم أصواتاً أو وجوهاً تم إنتاجها بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرتهم على الإقناع واستقطاب الجمهور. لكن هذه النصائح في واقع الأمر ليست صادقةً تماماً أو هدفها مساعدتك.

وتعزى وفرة النصائح المالية على الإنترنت بشكلٍ رئيسي إلى أن المشاهدات تدرّ المال. وكلما كانت النصيحة أكثر استقطاباً للاهتمام، ازداد احتمال أن يشاهدها الناس. ولكن من المؤسف أنَّ هذه النصائح ليست صحيحة كلياً أو مجرَّبةً عملياً.

عند تقييم النصائح المالية على الإنترنت، احذر من المؤشرات التحذيرية التالية:

• “كيف تصبح ثرياً بأسرع الطرق؟” بدون إثبات على أرض الواقع
• الوعود بمكاسب مرتفعة بدون ذكر المخاطر
• حث الجمهور على شراء مُنتج أو دورة
• قصص النجاح الوهمية أو الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي

لضمان حصولك على نصائح مالية موثوقة، ضع في اعتبارك المصادر التالية:

• المؤسسات المالية المرخصة
• النصائح المبنية على حقائق، لا مجرد عواطف
• الأفراد الذين يركزون على التعليم لا البيع

تريَّث قبل اتخاذ أي قرار مالي:

• فكر بشكل نقدي ومنطقي
• اسأل نفسك: “ما هي المخاطر؟” و”هل هذا قانوني؟” و”من يقف خلف هذه النصائح؟”
• استشر شخصاً تثق به أو تابع صفحاتٍ موثَّقة

وفي الختام، لا تسمح لهذا الصخب أن يستميلك، فالنجاح المالي الحقيقي يتطلب وقتاً وتخطيطاً وقراراتٍ ذكية. تذكر دائماً أنَّ مستقبلك المالي بين يديك، وليس رهناً لنصائح المؤثرين والحسابات الوهمية.