ما هو اليوم العالمي للمياه، وكيف نحتفي به؟
تشكل التحويلات المالية جزءً كبيراً من الدخل في الدول ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط. وخلال التراجع الاقتصادي، وصل حجم التحويلات إلى تلك الدول إلى 626 مليار دولار في 2022 وذلك وفقاً للموجز رقم 37 الصادر عن شراكة المعرفة العالمية حول الهجرة والتنمية.
وخلال جائحة كوفيد-19، أثبتت تدفقات التحويلات المالية مرونتها، متيحةً توسُّع التجارة العالمية واستمرار التواصل بين أقطابها. وستلعب التحويلات المالية دوراً أكثر أهمية في دعم الاقتصادات والمجتمعات المتأثرة بالكوارث، مع تنامي التأثيرات السلبية للتغير المناخي وتزايُد حدة التدهور المناخي.
ووفقاً للصندوق الدولي للتنمية الزراعية فإنَّ التحويلات المالية يُمكن أن تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بُطرقٍ مختلفة، من ضمنها:
- على مستوى الأسرة: تؤثر التحويلات المالية إيجابياً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفاه الأُسَر (أهداف التنمية المستدامة 1-5) [1]
- على مستوى المجتمع: من خلال دعم السياسات والإجراءات الرامية لتعزيز المواءمة بين التحويلات المالية والشمول الاقتصادي، وتشجيع التنافسية في الأسواق، وتحديث الأُطُر التنظيمية، والحد من التداعيات السلبية للتغير المناخي (أهداف التنمية المستدامة 6 و7 و8 و10 و12 و13) [2]
- على المستوى الدولي: تساهم التحويلات المالية في إقامة شراكة عالمية متجددة الحيوية لتحقيق التنمية المستدامة تماشياً مع الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، وتدعم الميثاق العالمي للهجرة من خلال تعزيز التعاون بين كافة القطاعات المعنية بالتحويلات المالية.
وتستأثر التحويلات المالية بحصةٍ كبيرة من دخل الأُسَر المتلقية لها، ويتم تخصيص الجزء الأكبر منها لتغطية النفقات الاستهلاكية، وتخصيص ما تبقى للاستثمارات المادية وتنمية الأعمال. [3]
ويُعزى إرسال المهاجرين للتحويلات المالية إلى مجموعةٍ من الأسباب، أبرزها تلبية الاحتياجات المالية لأُسرهم، وتسديد القروض، والحصول على التأمين الشخصي، إلى جانب أسباب تتعلق بالاستثمار والميراث. [4]
وتساهم التحويلات المالية في خفض معدلات الفقر من خلال زيادة دخل الفرد وتحسين معايير المعيشة، إلى جانب تعزيز مقومات وعناصر الاقتصاد الكلي، مثل النمو والاستثمارات الأجنبية المباشرة واستدامة القدرة على تحمُّل الديون. [5]
وأبرزت إحدى الدراسات وجود صلةٍ في بعض الحالات بين الحصول على التحويلات المالية وزيادة الاستثمارات في رأس المال البشري، وبالتالي تحسين مستويات الصحة والمُخرجات التعليمية. ويكتسب الاستثمار في الشمول المالي أهميةً متنامية، وبات يعد أداةً رئيسية لتحقيق أقصى تأثير تنموي للتحويلات المالية. [6]
ويشمل التأثير الإيجابي للتحويلات المالية خفض معدلات الفقر، وغيرها من المؤشرات التنموية المحددة ضمن أهداف التنمية المستدامة، إلا أنَّ ذلك يعتمد على عوامل أخرى، من ضمنها قيمة ووتيرة إرسال التحويلات المالية، ومستويات الدخل، والنواحي الاجتماعية المتعلقة باختيارات الأُسر لطُرق استخدام الأموال. وإنَّ التحويلات المالية لوحدها لا تكفي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وهو ما يتطلب المضي قُدُماً في الجهود الرامية لإضفاء طابع رسمي على التحويلات المالية، وتعزيز الشمول المالي لزيادة المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.